أنتظرُ مجيئكِ أيُّتها البعيدة عني

بعطشِ نهرٍ متصحر، أنتظرُ مجيئكِ أيُّتها البعيدة عني. سيلٌ من مشاعرِ الشوق ينجرفُ نحوكِ، يعبرُ شوارع الغياب باحثًا عنكِ، عن فراشةٍ ترتدي فستانًا كفستانك القصير بنفسجيَّ اللون، عن أغنيةٍ تخبؤكِ في منتصفها، عن باصٍ يحملكِ إلى غيابٍ آخر، عن أي شيءٍ يرتطمُ بهِ فيمتزجُ بكِ. فمذ أن غادرتِ البناية المجاورة لمنزلي الصغير؛ رَدمْتُ نافذة غرفتي بدموعٍ متحجرة. نافذةٌ لا ألمحكِ منها، هي نافذةٌ لضوضاء القلق. نافذةٌ لا يتسربُ إليها موال عطركِ، هي نافذةٌ لنضحِ الليل المحتدم. نافذةٌ لا تُكحلُ عينيها بغنجِ مشيتكِ، هي نافذةٌ عمياء دميمة. أنا تخيفني رؤية أمكنة كانت تمتلأ زهوًا بكِ ثم غدت فارغةً منكِ ومن كل زهو، يخيفني كل شيءٍ كان مملوء بكِ ثم خلَّى منكِ، عيني تخيفني، يدي تخيفني، حضني يخيفني، كل ما بيّ يخيفني باستثناء أملٍ متواضعٍ أحتفظُ بهِ داخلي..

المواضيع المتشابهه:

• زهوور تشبة المجرات البعيدة

ناطق العبيدي ,Ranosh ,الجوري و 1 آخرون معجبون بهذا

اميرة الحب