~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~ | |
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
![]() أثناء تجولي في إحدى المزارع النائية ، رأيتُ هذه الأثلة المتكئة على الجدار الطيني ، فعجتُ عليها ، وأطلتُ التأمل فيها ، فكان هذا الخاطر : أيتها الأثلة : ما الذي حناكِ بعد شموخ ؟ وأجدبكِ بعد خصب ؟ وأذلك بعد عز ؟ وأقواكِ بعد جمع ؟ وقللك بعد كثرة ؟ وأضعفكِ بعد قوة ؟ و ... ؟! أأشجاكِ ، وأدنفكِ رحيلُ الأهل والرواد ؟! أم نسيانهم لعهدكِ الزاهر ، أم إهمالهم لكِ ، وكأنهم لم يتفيأوا تحتكِ من هجير الشمس ، ويتذروا من الغيث المنهمر ، ولم يعبث الأطفال حولكِ ، ويتسلقوا أفانينكِ الريَّانة ، ويصطادوا الطيور التي تأوي إليكِ ، فاتكئي على حائطٍ تهدَّمَ بعضه –طالما كنتِ له ظلًّا ظليلًا ، وسترًا من الغيث المنهمر- ليحملَ بعضَ ما أثقلكِ ، وأشجاكِ ! أيتها الأثلة التي جفت أفانينها الريانة ، وتساقط هدبها على الأرض : وايم الله ، لهدبكِ الساقط أثمن من الكثير من أولئك الذين عرفتهم ، وتخلفوا في محطات من مراحل حياتي . ولعبيركِ الذي يعبقُ ويضمحلُّ آثر عندي وأوفى من تشدق أولئك بالصداقة والأخوة والوفاء ! ولمشاهدة الطيور التي تأوي إليكِ بعد يومٍ مضنٍ من البحث عن الرزق ، آثرُ عندي من وقتٍ أُمضيه مع أولئك الذي عرفتهم ، ولشدوها عند الأصيل ، أعذبُ في السمع ، وألذُّ في القلب من نَجيِّهم ، وأحاديثهم ، وتشدقهم –كذبًا- بالصداقة والأخوة الزائفتين ! مضوا عند أَوَّلِ هَبَّةِ رَخَاءٍ –بمروءتهم- التي فرضتْ عليهم المُضيَّ ، والإشاحة دون بادرة سوءٍ بدرتْ مني ، مُيّمِّمين وُجُوْهَهُمْ شَطْرَ تلك النسمة ! مضوا –بمروءتهم- مبقين غُبَارَ أَحْذيَتِهِمْ ، سَهَكَ عَدْوِهِمْ ، لُهَاثَ طَمَعِهِمْ فِيْمَا أَمَامَهُمْ ، وقد طَوَيْتُ صَفْحَتَهُمْ ، ومَزَّقْتُهَا من كتاب حياتي ، وأَحْرَقْتُهَا وذَرَرْتُهَا مع رَمَادِ النِّسْيَانِ ! أيتها الأثلة : أتيتكِ مثقلًا ، لأبثكِ تباريح القلب ، ودنف الجسد –وكلانا وحيدٌ- فأصيخي إلى الشكوى ، فإنما يسعدُ الحزينَ الحزينُ ! أيتها الأثلة : نشأتُ طفلًا سعيدًا ، مفعمًا بالأنس والسرور في منزلٍ ملؤه السعادة والمحبة ، وفي مرابعِ الصبا مع أترابي وأندادي ، ... المواضيع المتشابهه: |
كاتب الموضوع | عبد العزيز | مشاركات | 14 | المشاهدات | 940 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
![]() |
|
, , , , , , , , , |
|
|