~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~ | |
|
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() الغصة في حلقه تترعرع، والصور الباهتة في ذاكرته تزداد نصوعا..أبوه يسلخ أمامه كما تسلخ أضحية العيد ،أمه... آه ما أقسى ما حل بأمه!جده يصلب حيا، أخوه الصغير يُمثل بجثته.. ضرب صدره بقبضته: كم كنت جبانا حين اختفيت بين ركام البيت المحترق...لو قتلت مع أحبتي لنلت شرف الشهادة! كتم صرخته عشر سنوات ، وجرحه ينزف ، والذكرى تنكثه...لم تسعده اللعب والغرفة الأنيقة والدنيا بكل بهرجها ، الزوجان الأوروبيان العقيمان لا يألوان جهدا في إرضائه منذ تبنيهما له...كما كانا يحاولان إسعاد نفسيهما ، ورغم ذلك ، فقد كان يشفق عليهما رغم إحساسه ببرودة غريبة تجاههما... كان ينزوي وحيدا في غرفته ،يستعرض شريط ذكرياته..كم كان بيته دافئا، هناك في قريته ، وكم كان يستمتع بحكايا جده... وتذكر حينما أخذه متبنياه إلى الكنيسة لتعميده، بكى على اسمه "علي" الذي تم تغييره إلى "أليكس".. لم ينس اصطحابه لجده إلى المسجد ، ولم ينس الطاقية البيضاء التي حاكها مكافأة له على حفظه للفاتحة ولم ينس سبابته التي يرفعها كلما نطق بالشهادتين... ضرب صدره: -كيف تختبئ؟ كيف استسلمت للنوم إلى أن أفقت في وطن آخر؟!فلتغفر لي ياوطني جبني وخيانتي ... ولتغفر لي ياجدي ، فقد حفظت حكاياك عن الأجداد ، لم يتواروا خلف الجبال خوفا حين احتل الاستعمار بلادهم ، وإنما حملوا السلاح ، وقد علمتهم الجبال الشموخ والعزة والشجاعة ... حتى حينما نفوا ، حملوا الوطن والشموخ بين أضلعهم ...أواه ياوطني ،كيف قاضيتك بحياتي بعيدا عنك حيث الشعور بالذل والهوان! ربت عليه متبنيه: -سترث اسمي وجنسيتي وثروتي . فقاطعه: أنا شجرة ممتدة الجذور إلى وطني. فاستعطفته أمه بالتبني: -أنت ياحبيبي ابن هذا الوطن الذي يحتضنك ، انس ذلك الوطن الأسود. أزاح يدها التي تداعب شعره...كم يكره نفاق الأيادي التي تربت عليه، هي نفسها التي صنعت السلاح وصدرته إلى عدوه،ليفتك بوطنه، إنه ليشم منها رائحة دم وطنه! الغصة تكبر بداخله ، إلى أن تصير أكبر من قامته...كم تمنى لو استشهد في وطنه ،فتضم تربته جثمانه، على أن يصير بضاعة يبيعها النخاسون لزوجين مترفين يشتريان كل ما تصبو إليه نفسهما... انتشله صوت المرأة من شروده: -لم تختر بعد هدية ميلادك؟! أغمض عينيه وكلماتها تنكئ جراحه الغائرة فردد: -اختيار ...هدية..عيد ميلاد؟! وقهقه وعيناه تشع مرارة...ثم التفت إليها وقال بنبرة حادة. -إن كان للعبد حرية الاختيار ...أعتقاني! نظر إليه الزوجان نظرة استغراب ،فأردف: -اعتقاني ، أو لست عبدا اشتريتماه بمالكما؟! -لا حبيبي ، نحن أنقذناك، ومنحناك الحب والأمان ، ومنحتنا نعمة الإحساس بالأمومة والأبوة. -لو كان هذا صحيحا ، فلم لم تنقذا وطني ؟ من سلح جلادي ؟ من يتمني ويتم أطفال بلدي ؟ إنقاذهم نخاسة ظاهرها الرحمة والهدايا الملفوفة بالورق المزركش اللامع ، وباطنها الإبادة والذل والهوان... سأظل مدينا بإحسانكما إلي ، لكن من سوء حظكما ،أنكما قد اشتريتما طفلا تختزل ذاكرته وطنه! وهو يهم بالعودة إلى وطنه ،كانت غصته تتلاشى ، والصور تزداد نصوعا، والجراح تلتئم، وصدر وطنه يتسع ليحتضنه إلى الأبد! الغزال الشمالي المواضيع المتشابهه: |
![]() |
#2 |
قلم يقطر شهداً
![]() ![]() |
![]()
اغتراب دام عمر
اشتياق و شجن في لب قلبٍ ظل يحلم بالوطن ما أقسى هذا الموقف، وما أشد وطأته عى الضمير و في ذات الوقت مثل هذه المواقف خلقت أبطالا خلّدهم التاريخ من أمثال المهاتما غاندي و ويليام والاس كان الله في عون من كان له الوطن مجرد ذكرى و حنين سلمت يمينك الغزال الشمالي شكرا لك على اتحافنا بهذه النظرات و العبرات |
![]() |
![]() |
#3 | ||
![]() ![]() ![]() |
![]()
تبقى الأوطان المغيبة دمعة صامتة تتهدج بين أوراق الأمل نسأل الله تعالى أن يبعث فجر كل الأوطان نديا ..أبيا تركي الهلالي شكرا لهذا العابر من طرقات الوطن أشكرك على ندي كلماتك... ودي |
||
![]() |
![]() |
#4 |
![]()
عابرة سبيل
![]() ![]() |
![]()
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]جميل ورائع ومميززززز ماطرحت[/ALIGN][ALIGN=center]سلمت يمناك على الطرح القيم
يعطيك ربي العافية حتى يرضيك ![]() |
![]() |
![]() |
كاتب الموضوع | الغزال الشمالي | مشاركات | 5 | المشاهدات | 3136 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
![]() |
|
لا توجد أسماء لعرضهـا. |
|
|