العملية الحوارية .

سلام الله عليكم :

هل لدى الإنسان القدرة على مواجهة الرأي الآخر واستيعاب مضمونه والأخذ به ان كان حقا وصوابا ، والابتعاد عن التعصب ورفض آراء الآخرين ؟ والاتخاذ من الحجة والبرهان مطية لإحقاق الحق وإظهاره ؟

قال تعالى : فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب صدق الله العظيم [صورة الزمر:17-18
لا بد عل المرء ان يتخلص في هذا الشأن من صعوبة تقبل آراء الآخرين وان يكون صدره رحبا جاهزا للنقد البناء فأثناء العملية الحوارية نحن بصدد استعراض للراي للبحث في إمكانية صحته وليس لنفرضه بل لنجسده أمام الآخرين ان كان صوابا تم ترسيخه وإتباعه وان كان غير ذلك نقبنا عن الصواب

كثيرون يخلقون هالة مقدسة حول آراءهم ومعتقداتهم وحين تراهم يفضون بها هم ليسو بصدد النقاش والتصويب بل لكي يفرضوها كأفكار محنطة جامدة وجب الاخذ بها دون أي مراعاة لصحتها

ان الحوار عملية بناءة من اجل البحث عن الحقيقة ولا بد من اجواء سليمة تمهد لها السبيل كي تتحق الغاية

من الجوانب التي تسهل علينا الولوج للعملية الحوارية في إطارها السليم مبدأ التعددية التي من شأنها ان تمنحنا المرونة في التعامل مع الآخرين واستقراء أفكارهم وأرائهم بكل موضوعية فالغاية واحدة هي البحث عن الحقيقة والصواب ومن يملك الحجة والبرهان والدليل يستطيع إثبات وجهة نظره بكل قناعة بصحتها و بتقبلها من الطرف الآخر وترسيخها ودحض كل الأفكار الخاطئة او المشبوهة

ومن الجوانب التي تجعلنا في الوجهة السليمة أيضا رفض قداسة الأفكار والتعصب للأفكار الشخصية فلا يجب أن ننأى دوما لما انتهى لعلمنا واقتنعنا في يوم ما الا غبار عليه حيث أننا لا نقبل أي نقاش حولها وأنها بمثابة نظريات مرسخة ، فما هي الا أفكار وان كانت صحيحة فهي قابلة للتطوير والتغيير للأحسن

ومما يساعدنا على الحوار بشكل سليم ان تكون لدينا قناعة التعلم من الآخرين

يقول الإمام الشافعي: "ما حاججت احدا الا تمنيت ان يظهر الله الحق على لسانه"
فالإنسان لا يملك الحقيقة دوما ويجب ان يؤمن بفكرة تكامل الحقيقة وان تكون لديه الرغبة الصادقة في التعلم من أراء الآخرين وأفكارهم وتصوراتهم وفيما يلي مجموعة من النصائح المفيدة في العملية الحوارية :

* لا تخرج عن إطار النقاش فذلك يمنح لمحاورك فكرة انك لا تملك ما تفضي به فان لم تكن تملك ما تقول كن مستمعا جيدا

* لا تكن فريسة سهلة للغضب مهما صادفت في العملية الحوارية فذلك يقودك للتسرع في الرد وهذا ما يفقد أفكارك وآراءك المصداقية والوضوح

* تصرف دوما بحكمة واجعل ردودك دقيقة واضحة ولا تبالغ في تعظيم الأمور الهينة ولا تقلل من شأن الأمور العظيمة

* لا ترى نفسك في موضع تفوق على الطرف الآخر بل اجعل نفسك في مكانه وكن متواضعا ولا تتصرف معه بندية او عدائية فالهدف دوما هو البحث عن الحقيقة وتصحيح الأفكار الخاطئة ، ان الأمر يتعدى ذلك بكثير بان تكون قدوة في أخلاقك وتصرفاتك وحوارك فهي من الأساسيات التي تجعل من محاورك يقتنع بأفكارك - طبعا ان كنت على صواب

- ان الذي يأخذ الأمور على أنها شخصية – حين لا يجد بدا من الحوار – يكون قد أساء لنفسه قبل كل شيء وشوه كل ما قد أفضى به من أفكار لذا على المرء الابتعاد عن هذه الفكرة أثناء العملية الحوارية وألا يرد على محاوره بنفس الأسلوب ففي ذالك أحسن اجابة ...

- ارجوان تكون هذه الفسحة خفيفة الظل عليكم وان تقرب لكم الصورة أكثر عن العملية الحوارية وان يجسد هذا القسم عملية النقاش والحوار في ابهى وأجمل وارقى حلة

* انتقيت هذا الموضوع وقمت بالتصرف فيه فان اصبت فالتوفيق من الله عز وجل وان اخطأت فلي عذر المحب لكم

اعذب التحايا وأطيب المنى

المواضيع المتشابهه:

• الخطوات العملية للتخلص من الذنوب ( 1 )
• الحقيقة العلمية في منهج النبوة
• ملف متكامل عن العملية القيصرية (بالصور)
• ملف للاسطوانات العلمية والدعوية