قصة هذا البيت

كـأننـــا والمــــاء مــــن حــــولـــنا ..
قــــوم جــلـــــــــوس حـــــولهــم مــــــاء


لا يعرف صاحب هذا البيت الشعري .. فهذا البيت ورغم شهرته لم يعرف قائله ..
وقد انتقد الكثير من الادباء هذا البيت واعتبروه بيتا شعريا لا يحمل اي شيء يجعله يشتهر لهذه الدرجة خصوصا انه نكرة ..
غير ان هذا البيت يختصر الكثير من الكلام ..
وهنا أبدع الشاعر في محاكاته للبيت السابق بقوله :

ناس جلوس وحولهم يجري الما ..
أقول ناس وحولهم مي جلاس

إن قلت شفت الفاس بيدين سلمى ..
أقول سلمى شفت بيدينها فاس

تبي تحاكي الناس لا شك بلما ..
وشلون بلما تقدر تحاكي الناس

والأدلم اللي يحسب الناس دلما ..
مخطي لأن الناس أشكال وأجناس

العلم نور ويكشف النور ظلما ..
ولا الجهل راعيه من حفرة لساس

قصيدة لو قيل جبعا وصلما ..
أشوفها من ساسها لهامة الراس

صحيح ان البيت ليس فيه معاني بيان .. لكن له قصة يذكرها أصحاب كتب الأدب وهي أن شعراء اجتمعوا عند نهر ..
وكان معهم رجل فقال: لا بد لكل واحد منا أن يصنع بيتاً في هذا المقام .. وكان معهم رجل ليس بشاعر.. فألحوا عليه .. وكل منهم نظم بيتاً..فلما أتى له بيته قال:

كأننا والماء من حولنا ..
قوم جلوس حولهم ماء

لكن كلمة أهون بيت أو أضعف بيت شعر لا محل لها هنا .. فالبيت أصبح يستعمله أصحاب علم البلاغة والبيان عند ذكر التشبيه الشئ بنفسه فصاحب البيت شبه الماء بالماء لذلك قال ابن الوردي :

وشاعر أوقد الطبع الذكي له ..
فكاد يحرقه من فرط أذكاء

أقام يجهد أياماً قريحته ..
وشبه الماء بعد الجهد بالماء

أيضا يستعمله الفقهاء في ذكر المسائل التي اعتمد صاحب على قول قد سبقه اليه فيه واراد التفصيل والزيادة عليه فاكثر الكلام ولم ياتي بجديد بل قد يستعمله اصحاب النحو بالاستدلال على ألف لازمة مفتوحٌ ما قبلها ..